الولاية : معسكر
وصف الولاية :
و منها هضبة المامونية التي ترتفع عن سطح البحر بـ 687م ، و أما الجبال فهي غير شامخة و أعلى قمم بها تعلو جبل شارب الريح (910م) و جبل قلال (808م) و جبل تمدرارة (729م) ، و جبل مناور (697م) ، أما سهل غريس الذي يمتد على طول 55 كلم من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي بعرض يتجاوز 20 كلم ، و بعلو عن سطح البحر يتراوح بـ 450 و 500م ، بمساحة إجمالية تقدر بـ 147000 هكتار ، فإن مدينة معسكر تشرف عليه ، و ضمن هذا السهل الشهير توجد تجمعات سكانية هامة منها : مدينة تغنيف ، و مدينة غريس يمكننا تحديد المنطقة التي تقع تحت نفوذ المدينة و خدماتها ، و تتبادل معها التأثير و التأثر ، بالمعالم الطبيعية التالية: جبل مناور شرقا و جبل كرسوط غربا ، و شمالا ، ووادي البنيان جنوبا .
كما تتوفر الولاية على شبكة طرقات داخلية هامة تربط مختلف البلديات و القرى ببعضها البعض و بعاصمة الولاية ، منها طرق ولائية ، بلدية و ريفية .
لقد أنجبت معسكر رجالا صنعوا التاريخ و مجد الجزائر إنطلاقا من ما قبل التاريخ و العهد الروماني ، مرورا بالعهد العثماني ووصولا إلى عهد الأمير عبد القادر مؤسس أول دولة جزائرية فقد تم اكتشاف أول إنسان عاش في شمال إفريقيا منذ آلاف السنين بتغنيف ( بليكاو) ، في سنة 1954 و سمي برجل ” أتلنتروب” .
و في العهد الروماني عرفت المنطقة بناء مدن مثل ” كسترانوفا” ( المحمدية) و أكواسيرانس ( بوحنيفية) و “ألاميلياريا ” ( البنيان) و ” تساكورا” ( سيق) و ” سيرا” ( حسين) ، هذه المدن كانت عبارة عن حصون شيدت لصد المقاومات الشعبية التي كان يخوضها سكان المنطقة ضد التواجد الروماني في أراضيها.
تتميز معسكر بكثرة السهول و الغابات و الجبال و الوديان التي أكسبتها حلة طبيعية متناسقة كفيلة بجعلها منطقة غنية بالمنتجات السياحية المناخية مثل التجوال في الطبيعة و التخييم و الصيد البري و الصيد في السدود و الرياضة الجبلية .
حيث تغطي غابات العرعار و الصنوبر الحلبي و البلوط التي يعود وجودها الى العهد الاستعماري مساحات هامة من تراب الولاية ، وأهمها غابة الزقور التي تبعد عن المدينة بنحو 03 كلم و غابة فرقوق المشهورة بالبلوط و العرعار و غابة بني حنيس و من أهم الغابات أيضا البوزيري و غابة سطمبول و غابة القطارنية التي يزيد عمر أشجارها عن 80 سنة ، إلى جانب غابة إوسيلاس و التي يتجاوز عمر أشجارالصنوبر الحلبي و العرعار بها 60 سنة و تعيش بها عدة حيوانات و طيور منها: الخنزير البري ، دجاج الأرض ، الحجل ، غزال الجبال ، البط الأخضر و الأرانب .
و بها محمية طبيعية تقع ببلدية ” مقطع دوز” و التي تتربع على مساحة 19000 هكتار بها عدة أنواع من الحيوانات منها الوز الرمادي ، البط ، النحام ، مما دفع بالمسؤوليين إلى إنشاء مركز تربية طيور الصيد يتربع على مساحة 7500 هكتار ، و تربى فيه الحيوانات مثل طيور الحجل و السمان و البط و النحام الوردي .
كما يتوسط بعض مدن الولاية حدائق غنية بنباتاتها ، جميلة في تصميمها نذكر منها : حديقة باستور بمعسكر ، حديقة المحمدية .
تضاف إلى هذه المعالم السدود منها سد فرقوق (المحمدية) ، سد وزغت ( عين فكان) ، سد الشرفة (سيق) و سد بوحنيفية الغنية بأنواع من الأسماك : كالشبوط الملكي ، وسمك البلطي ، و سمك البلاك باس BLACK-BASS .
يسود معسكر مناخ شبه قاري ، يتميز بعدم إنتظام سقوط الأمطار التي غالبا ما تتساقط لمدة 76 يوما في السنة بكمية تقدر بـ: 511 مم/سنة إلا أنه كثيرا ما تبلغ كميات التساقط بهذه المدينة و ضواحيها المرتفعة 700 حتى 800 مم/سنة.
أما نسبة الرطوبة بها فإنها تقدر بـ : 40 حتى 50% خلال شهر جويلية ، و قد تبلغ أحيانا 65% على المرتفعات التي تجاوز 590م .
و عن فصل الشتاء بمعسكر و ضواحيها فتبدأ عادة مع الأيام الأولى لشهر نوفمبر ، و قد يتأخر أحيانا حتى نهاية شهر ديسمبر ، و فصل الجفاف يبدأ مع شهر أفريل و يستمر حتى شهر سبتمبر و في حين يصل متوسط الحرارة صيفا إلى 250 خلال شهر جويلية فإنه ينزل شتاء إلى 3.50 خلال شهر جانفي بمدينة معسكر ، و تجتاح المنطقة في هذا الفصل موجات من البرد القارس تتسبب في تشكيل الصقيع و سقوط الثلوج ، و في أواخر الربيع من كل سنة تهب على الناحية رياح جنوبية معروفة بـ: ” القبلي” حارة و جافة و محملة بالأتربة و الرمال .